نبض جزيرة إيراما ذات العماد || من رواية عجبتُ لفراغٍ . . كَان أقدسَ حضورٍ بِقَلْبِي!بقلم الكاتبة والأديبة نينارايسكيلا
نبض جزيرة إيراما ذات العماد || من رواية عجبتُ لفراغٍ . . كَان أقدسَ حضورٍ بِقَلْبِي!بقلم الكاتبة والأديبة نينارايسكيلا"
نبض جزيرة إيراما ذات العماد
"من رواية عجبتُ لفراغٍ ..
كَان أقدسَ حضورٍ بِقَلْبِي!بقلم الكاتبة والأديبة نينارايسكيلا
بقلم الكاتبة والأديبة "نينارايسكيلا"
وددت أن تغوص في هذا الانسياب الشعوريّ والفكريّ الذي خطّه القلم! كأنّك تُقلّب
صفحات الرواية بيدٍ واعية، وقلبٍ يخفق بإيقاع الحروف، وعقلٍ يسبح في فضاءات
التأمّل. سأفتح نوافذَ الخيال على مصراعيه، ليتجلّى الأدب كفعلِ بعثٍ داخليّ، يُقيمُ
مملكةً بين المفردةِ والرمز.
تستكين الروح، ثم تطفو، ثم تهوي، ثم تحلّق...
تغمض الجفون، وتُسحر بالبصيرة، وتُنتزع من اللحظة توقًا لدهرٍ لم يُخلق بعد...
فإن كانت إيراما جُزءًا من الجنة التي “لم يُخلق مثلها في البلاد”،
فكيف هي جنّة الخلود...؟!
إنها رواية تُرى... بعين القلب. تُقرأ وتُعاش الحكاية وتُقتلع المسافات بين الواقع والحلم،
تُلمس بالحدس، وتُعاش بالتأمل.
إيراما، الجنة التي تلمسها الأرواح قبل أن تراها، كيف لا تُذهلنا جزيرة تُضيء أسماكُها
الظلام، وتُغنّي رياحُها بلحن الناي، وتُزيّن جدرانُها قوس الرحمن؟!
إنها ليست خيالٍ أدبي لجمالٍ مفقود، أو حنينٍ إلى الفردوس الذي وُلدنا به ولم نعرفه إلا
في نبضات الذاكرة الأولى.
أبطال الرواية:
"شيمير "العظيم صاحب كتاب الأمنيات.
"بيلابسيم" التي غرقت في البحر لتعود ملكةً، فاكتشفت أن التاج ثقيلٌ كالذنب.
"إيلبرو" الذي صار قلبه مقبرةً لاثنتين، ولم يدرِ أيّ الحبّين كان وهماً، وأيّهما كان
الكابوس. ظلال حبّ لم يشفِه الزمن.
"إتييادئو"، من غلبت الموت، لكنها لم تنجُ من الحياة...
••••
كانت تربة إيراما كطحين ناصع البياض
إذا لامسه لفح الهواء تطاير بسرعة
لذلك يضعونه في مستوى منخفض عن الأرض
كصحن فخاري توضع فيه التربة الناعمة الزراعية
وكانت الورود كبيرة جدا متسلقة
ومن كل الأنواع والأشكال
ذات رائحة طيبة وعذبة كان النسيم عليلا
واختارت أن تمر معه من الدرج ليهبطوا إلى البساتين الفسيحة
أدراج ملون يلمع كل درج حسب لونه
فمنها ما هو ذهبي والأبيض المتلألئ
والأحمر الفاتح الممتزج بالوردي اللامع
والأزرق مع اللون البنفسجي والأقحواني والأصفر مع البرتقالي
كان الممر ضيقا لذلك تعمدت السقوط عليه
والتمسك بثيابه وهي تبتسم وهو يبادلها نفس الابتسامة
وصلوا الأرضية التي كانت تلين مع خطواتهم
فجرت نحو حقول لا تتخيلها عين
كانت الزهور الفواحة تملأ الجو برائحة هادية يكاد اللسان يستلذ بطيبها
فالزهور الحمراء تكتسح مساحات كبيرة لا تحدها العين
وبحوافي أراضيها جبل أحمر يتلألأ كالياقوت
في حين أن هناك ورودا بنفسجية مخملية
ويحد مساحتها جبل بنفسجي يبرق كالزمرد
ومن الناحية الأخرى ورود صفراء
بحوافها جبل أصفر يلمع كالشمس
وكان هناك أيضا نوع من الورود
التي تحمل كل وردة على حدة ألوانا متعددة
كالأخضر والأزرق والأصفر والبني والوردي المحمر وأغصانها كريستالية رطبة
بدأت النباتات ترقص احتفاء بقدوم أحد لزيارة المكان
وكانت الموسيقى على شكل صوت الرياح ونغمات النسيم التي كالناي العذب
والأسماك تخرج من الماء وتعود إليه بشكل صفوف موحدة
بتلك الألوان الزاهية المضيئة أما ثمارهم فكانت دانية
ولا في الأحلام توجد كانت حبات كبيرة جدا
وتتدلى من أشجار ملونة باهية وكل شجرة بها أنواع مختلفة من الثمار
التي لا تشبه ثمار الأرض بأكملها رائحتها سماوية ناعمة
وقشرتها شفافة عذبة تظهر لب الحبة بأكمله
ونظيفة ليس عليها غبار أو شوائب ناولته حبة حمراء كبيرة وإهليلجية
فلما أمسكها كانت رخوة تكاد تنفجر في يده من شدة الطراوة
كان مذاقها ساحرا يعبر بأكلها إلى ألف زمن من اللذة والطيب
في حين أن نخيلهم منبثق يلامس الغيوم الملونة
وثماره كشهد العسل إذا أذابته أشعة الشمس الدافئة
يقطر عسلا ويصنع واديا صغيرا
تشرب منه الفراشات ذات أحجام كبيرة
لديها جناحان شفافان بألوان عدة
كالأحمر الذي تتوسطه خطوط سوداء لامعة
والأزرق الذي به دوائر بيضاء ناصعة
والأصفر الذي عليه نجوم وردية
والأخضر الفاتح الممتلئ بالنقط البرتقالية الفاتحة ولما أكملا جولتهما
توجهت ناحية المنازل لتريه تصميمها الدقيق
فكانت كصخرة من الألماس تنبت من لب جزيرة "إيراما"
وتم نحتها كقطعة لا تتجزأ عن باقي القطع
إن ألوان البنايات كقوس الرحمن لكنها ممتزجة فيما بينها
لتعكس للناظر كل ألوان الكون في جدران مباني إيراما
كانت لامعة تلمع كبريق النجوم
صنعت الأغطية والأفرشة من القطن والحرير
وعلى الشرفات ورود زاهية متسلقة برائحة ساحرة
وكانت رائحة الخشب تأتي من العليات
كعطر عتيق مبلل برذاذ المسك والعنبر
كانت إيراما بأكملها قطعة من الجنة
ورائحتها كفاكهة من الفردوس.
Commentaires
Enregistrer un commentaire