"يدٌ مجتهدة..." بقلم الكاتبة و الأديبة نينارايسكيلا

"يدٌ مجتهدة..." بقلم الكاتبة و الأديبة نينارايسكيلا كانَ المناخُ المطلوبُ، والملائمُ لترعرعِ قبائلِ الجنِّ بعد الزوال، قليلَ كثافةِ الشمس، شبهَ رطبِ المناخ، ليبنوا على سلاسلَ مرتفعاتٍ ضبابيّة، غاباتٍ متدغلةً من أعمدةٍ نحاسيةٍ تلامسُ الأعلى من أهبوبِ القمم، سميكةً، ممتلئةً أقلاميّةً كعددِ شعرِ الوبر، ذاتِ قاعدةٍ هرميةٍ مثلثة، متقاربةً فيما بينها، تحجبُ ضوءَ الشمس، فيفصلُ الشبرُ الواحدُ ما بينَ بعضها البعض. تسلقَها المعدنُ الأحمرُ البنيُّ الداكنُ بالتواءاتٍ أفقيةٍ كسلالمَ مرقوشة، وحلّت بها نقوشٌ زمنية، متلاشيةُ المعاني، داخلَ زليفةِ الإبهام... وما هي إلّا سجلٌ يحملُ معلوماتٍ عن إنجازاتهم، وعن أجدادهم الأولين. زخارفُ أبنيةٍ، تُنظرُ إليها كتذكيرٍ قوي، لمن راودَه التفاخرُ بغير ما له من مجدٍ ونصر، ورسالةٌ واضحةٌ لنشرِ التؤدةِ والصلاح، والتأملِ في فضلِ الراقدين على حصيرِ المعمورةِ جمعاء. هي تعريفٌ بهويةِ القاطنين، وعناوينُ بيوتِهم الباردة، متى زارتهم ضيوف، لا تضيعُ بينَ آلافِ الأشجارِ المعدنية. رؤوسُ إبداعٍ عتيقةِ ا...